الخميس 13 ربيع الأول / 28 سبتمبر 2023
 / 
05:32 م بتوقيت الدوحة

حقاً إنه مونديال الهوية القطرية

رأي العرب

لعل أكثر ما يلفت نظر مشجعي كأس العالم الذين توافدوا على قطر لمتابعة مباريات البطولة، أن هوية قطر والعرب حاضرة دائما فيما يصادفونه، وأن الحداثة في قطر لا تطغى على الهوية الوطنية. 
ووفق ما تذيعه القنوات التلفزيونية التي تغطي البطولة، من لقاءات مع المشجعين، فإن كثيرا منهم يظهرون مرتدين «الشماغ» و»الغترة»، ما يعكس احترامهم لثقافة وهوية البلد الذي يحتضن البطولة.
لقد حرصت الدولة، منذ الإعداد لتنفيذ مشاريع البطولة، أن تكون الهوية القطرية والعربية هى السمة الغالبة على المنشآت والأجواء، وبالتالي فإن الرموز المختارة لكأس العالم 2022 من الثقافة العربية لتذكر بأن هذا أول مونديال يقام في العالم العربي والشرق الأوسط.
ويحمل الشعار لونَي علم قطر الأبيض والعنابي، واستوحي الشكل من الرقم 8، وهو عدد ملاعب المونديال. وهذا الشعار يرمز أيضا إلى «لا نهاية» إرث كأس العالم بعد انتهائها، والوشاح الصوفي وحتى تموجات كثبان الصحراء.
وتستحضر الزخارف الزهرية الموجودة في أسفل الشعار «الفن العربي التقليدي» في حين ترمز النقطتان المحيطتان بكرة القدم في أعلى اليسار والفراغ في وسط كلمة «قطر» إلى الخط العربي.
وترمز تعويذة كأس العالم «لعّيب» إلى الغطرة والعقال التقليديين في الخليج، بينما الملصق الرسمي الذي يظهر عند البوابة «دي-18» بمطار حمد الدولي في الدوحة عبارة عن صورة بالأبيض والأسود ليد مرفوعة نحو السماء ملوّحة بالغطرة والعقال.
أما عن الملاعب فحدث ولا حرج، إذ تستحضر العديد من عناصر ثقافة المنطقة، بينها «الثمامة» الذي يرمز للقحفية العربية، و»البيت» المستوحى من الخيام البدوية، و»الجنوب» الذي يرمز للمراكب التقليدية، و»لوسيل» القريب من الفوانيس الحرفية.
أما ساعة العد التنازلي للبطولة فمستوحاة من شعار كأس العالم الذي يرمز أيضا للساعة الرملية.
حقا إنه مونديال الهوية والثقافة القطرية والعربية، ومهما تواصلت الحملات الإعلامية المأجورة، فيكفي أن عيون العالم كلها قطر، تشهد كيف أن بلداً عربياً تحول إلى واحة سلام وأمان وتعايش بين مختلف الأجناس والجنسيات والعقائد.

اقرأ ايضا