إلى متى؟!
نجاة علي

كل يوم يمر تتجدد المذابح ضد الفلسطينيين، وينتشر الدمار أكثر فأكثر، ويُقتَل الأبرياء بلا ذنب، وتُباد العائلات بلا رحمة، ويُدفَن الأطفال والنساء والعجائز والشباب تحت ركام الدمار بلا ذرة من الشفقة، وأصبحت الحياة قبراً كبيراً حالك السواد لمَن ينجون الذين ينتظرون يد الغدر الصهيوني تباغتهم في أي لحظة، في ظل غياب الضمير الإنساني العالمي، والصمت بل العجز العربي والإسلامي عن فعل أي شيء يسطره التاريخ غير التخاذل والخنوع من البعض الكثير... ولا نسمع سوى قائمة طويلة من عبارات الشجب والإدانة والاستنكار التي لا ولن تمنع القتل والإرهاب ولا توقف الدمار، عبارات سَئِمنا سماعها منذ زمن بعيد، وباتت مستهلكة وموضعاً لسخرية وبُغض الشعوب عند كل طغيان يرتكبه الاحتلال الصهيوني، والغريب أن الذين يطلقون هذه العبارات يعرفون أكثر من أي أحد آخر أنها لا تزن مثقال ذرة لدى الغرب وأمريكا والمجتمع الدولي، الذي يكيل بعدة مكاييل تزنها المصالح والعنصرية والاضطهاد، كما يعرفون جيداً أنهم يمتلكون العديد من الوسائل التي يردعون بها العدو الصهيوني، لكن للأسف الشديد طالما كانت الفرقة والشقاق مستمرين فلا سبيل لاتخاذ خطوات فعَّالة ضد العربدة الإسرائيلية وظلم المجتمع الغربي لكل ما هو عربي وإسلامي.. ولكن إلى متى؟.
قمم تُعقَد بلا جدوى، ووقت يُهدَر في مفاوضات أدواتها عبارات الاستعطاف لقلوب لا تعرف الرحمة تُزهِق الأرواح في مذابح تطهير عرقي لن تتوقف في فلسطين، بل ستمتد إلى بقية بقاع الأراضي العربية والإسلامية، وواهم مَن يعتقد أنه بمنأى عما يحدث مهما طال الزمن أو بعدت المسافات، وليتذكر الجميع جيداً قصة «أكلت يوم أكل الثور الأبيض»..
هناك مواقف مُشرِّفة للبعض القليل من الدول سيشهد لها التاريخ، تحاول بكل ما أتيت من قوة على الأصعدة كافة لوقف المجازر وإنقاذ أرواح الأبرياء ومساعدة الضعفاء، لكن القضية أعمق والوضع أخطر بكثير ويتطلب التكاتف من الجميع واتخاذ إجراءات فعَّالة على أرض الواقع، واستخدام كل وسائل الضغط التي تمتلكها جميع الدول العربية والإسلامية لإيقاف هذه المذابح الصهيونية ضد الدم العربي والإسلامي، وإنهاء حب التطهير العرقي التي تشنها قوات الطغيان والكره والحقد الأسود الإسرائيلي ضد أهلنا في فلسطين، واتخاذ موقف قوي بشأن قيام الدولة الفلسطينية وفقاً للاتفاقيات والقرارات الدولية المتخذة، والتي ضربت بها إسرائيل عرض الحائط، ووقف المجتمع الدولي متواطئاً متخاذلاً ضدها، بل ساعدها على ارتكاب الانتهاكات تلو الأخرى، ويقدم لها قارب النجاة (الفيتو) عند كل مساءلة، في لعبة مفضوحة مكررة، في حين يضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه ارتكاب أي خطأ لو غير مقصود من جانب العرب والمسلمين، بل قد تُحاك المؤامرات وتُلفَّق الاتهامات وتُصدَر الأحكام الظالمة دون دليل، وعلى العكس تُرتَكب الجرائم والانتهاكات بحق العرب والمسلمين بدلائل واضحة وضوح الشمس لكن المجتمع الغربي يرفع شعار «لا أسمع لا أرى لا أتكلم»، وإن حدث وتحدث فلا يعرف سوى خلق تبريرات واهية مضحكة... لكن إلى متى؟!.
@najat.bint.ali
اقرأ ايضا

قطر.. منارة المعرفة

استراحة

غاية خادعة

أنقذوا هؤلاء!!

موعد مع التاريخ
