لا عزاء للنظام العربي!
الخميس، 14 ديسمبر 2017 12:34 ص
38

لا عزاء للنظام العربي!
من جديد يكتشف النظام العربي الرسمي مدى ضعفه وهشاشته، في مواجهة أي تحديات أو أزمات، بعد أن ارتضى على نفسه أن يلعب دائماً دور رد الفعل، متخلياً عن المبادرة تجاه أي مأزق يواجهه، في انتظار ما هو آت، كأنه قدر لا يمكن الفكاك منه، نقول ذلك في قراءة سريعة لمجمل ردود الأفعال العربية تجاه القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي رونالد ترمب الأخير، الذي حمل في طياته خطوتين كلاهما أخطر، الأول الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، والموافقة على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وهو القرار الذي لم يفاجئ أحداً، بعد أن أصدره الكونجرس الأميركي في عام ١٩٩٥، ولكن تم تجميده طوال الفترة الماضية من عدد من الرؤساء الأميركيين، سواء كلينتون أو بوش الابن أو أوباما، تحت مسمى المصلحة القومية العليا.
لقد كان ترمب واضحاً منذ حملته الانتخابية، عندما وعد إسرائيل واللوبي اليهودي في أميركا، بأنه سيقوم باتخاذ «القرار اللغم» فور دخوله البيت الأبيض، فماذا فعل العرب؟ راح البعض يمني نفسه بأن الأمر لا يعدو مجرد وعد انتخابي لن يتحقق، بل تجاوز البعض، واعتبر أن وجود ترمب في البيت الأبيض هو انتصار له، بعد أن راهن عليه في الانتخابات ضد هيلاري كلينتون، وذهب البعض الآخر إلى تجميع كل الدول العربية والإسلامية في قمة مشتركة، كان ترمب فيها نجم الشباك الأوحد فقط، للاتفاق على مواجهة الإرهاب، وأنفقت دول عديدة مليارات الدولارات على صفقات أسلحة مع واشنطن إكراماً للرجل، الذي اعتبره الأمر انتصاراً شخصياً له، وإنجازاً على أساس أنه وفر الآلاف من فرص العمل في تشغيل مصانع الأسلحة الأميركية، وعندما اتخذ قراره بمنع دخول عدد من رعايا الدول العربية والإسلامية، راح البعض يبرر له موقفه، دون أن يكون هناك رد فعل أصلاً جماعي تجاه مثل هذا القرار، الذي يجسد موقفاً عدائياً للإسلام والمسلمين، ولم يتراجع عنه سوى بأحكام قضائية أميركية، ومواقف من المحكمة الدستورية العليا الأميركية.
لقد أدرك ترمب بعد دراسته للواقع العربي، وقراءته للمشهد العربي الرسمي، أن كلفة القرار بالاعتراف بالقدس أو نقل السفارة محدودة، بعد حالة الوهن الشديدة التي تعيشها المجموعة العربية، بعد أن ساعدته أطراف عديدة داخل النظام العربي، في تغيير الأولويات، وتغييب القضية الفلسطينية التي ظلت لعقود هي القضية المركزية والمحور الأساسي لاهتمامات النظام العربي، ولكنها ضاعت وسط تعزيز لفكرة أن هناك عدواً آخر أكثر شراسة وخطورة وهو إيران، صحيح أن هناك مواقف متناقضة تجاه العديد من الملفات بين طهران ودول عربية محورية، ولكنها تحل بالحوار دون أن ننساق وراء فكرة تجاوز مخاطر إيران للموقف التاريخي من إسرائيل، بل أكثر من ذلك هناك منافسة غير مبررة لتطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل، دون فكرة التقيد بمبادرة السلام العربية، التي تم تجاوزها رغم أنها تنص على العلاقات الطبيعية مع إسرائيل، مقابل الانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة وعاصمتها القدس.
وكل ما سبق كان في ذهن مُتَّخِذ القرار الأميركي، الذي وضع سيناريوهات ردود الأفعال العربية، وكيف سيتم استيعابها، وهو ما أكد الواقع أنه صحيح، من خلال نظرة على ما جرى في اجتماع وزراء الخارجية العرب، والذي حفل بعبارات بليغة وأفكار مهمة، ولكن غاب عنه آليات المواجهة الحقيقية، بعيداً عن إدانة قرار ترمب، أو عدم الاعتراف به، واعتباره مخالفاً لكل القرارات الدولية، ثم أجل المواجهة باقتراح تشكيل آلية عمل وزارية، لمتابعة تداعيات القرار.;
لقد كان ترمب واضحاً منذ حملته الانتخابية، عندما وعد إسرائيل واللوبي اليهودي في أميركا، بأنه سيقوم باتخاذ «القرار اللغم» فور دخوله البيت الأبيض، فماذا فعل العرب؟ راح البعض يمني نفسه بأن الأمر لا يعدو مجرد وعد انتخابي لن يتحقق، بل تجاوز البعض، واعتبر أن وجود ترمب في البيت الأبيض هو انتصار له، بعد أن راهن عليه في الانتخابات ضد هيلاري كلينتون، وذهب البعض الآخر إلى تجميع كل الدول العربية والإسلامية في قمة مشتركة، كان ترمب فيها نجم الشباك الأوحد فقط، للاتفاق على مواجهة الإرهاب، وأنفقت دول عديدة مليارات الدولارات على صفقات أسلحة مع واشنطن إكراماً للرجل، الذي اعتبره الأمر انتصاراً شخصياً له، وإنجازاً على أساس أنه وفر الآلاف من فرص العمل في تشغيل مصانع الأسلحة الأميركية، وعندما اتخذ قراره بمنع دخول عدد من رعايا الدول العربية والإسلامية، راح البعض يبرر له موقفه، دون أن يكون هناك رد فعل أصلاً جماعي تجاه مثل هذا القرار، الذي يجسد موقفاً عدائياً للإسلام والمسلمين، ولم يتراجع عنه سوى بأحكام قضائية أميركية، ومواقف من المحكمة الدستورية العليا الأميركية.
لقد أدرك ترمب بعد دراسته للواقع العربي، وقراءته للمشهد العربي الرسمي، أن كلفة القرار بالاعتراف بالقدس أو نقل السفارة محدودة، بعد حالة الوهن الشديدة التي تعيشها المجموعة العربية، بعد أن ساعدته أطراف عديدة داخل النظام العربي، في تغيير الأولويات، وتغييب القضية الفلسطينية التي ظلت لعقود هي القضية المركزية والمحور الأساسي لاهتمامات النظام العربي، ولكنها ضاعت وسط تعزيز لفكرة أن هناك عدواً آخر أكثر شراسة وخطورة وهو إيران، صحيح أن هناك مواقف متناقضة تجاه العديد من الملفات بين طهران ودول عربية محورية، ولكنها تحل بالحوار دون أن ننساق وراء فكرة تجاوز مخاطر إيران للموقف التاريخي من إسرائيل، بل أكثر من ذلك هناك منافسة غير مبررة لتطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل، دون فكرة التقيد بمبادرة السلام العربية، التي تم تجاوزها رغم أنها تنص على العلاقات الطبيعية مع إسرائيل، مقابل الانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة وعاصمتها القدس.
وكل ما سبق كان في ذهن مُتَّخِذ القرار الأميركي، الذي وضع سيناريوهات ردود الأفعال العربية، وكيف سيتم استيعابها، وهو ما أكد الواقع أنه صحيح، من خلال نظرة على ما جرى في اجتماع وزراء الخارجية العرب، والذي حفل بعبارات بليغة وأفكار مهمة، ولكن غاب عنه آليات المواجهة الحقيقية، بعيداً عن إدانة قرار ترمب، أو عدم الاعتراف به، واعتباره مخالفاً لكل القرارات الدولية، ثم أجل المواجهة باقتراح تشكيل آلية عمل وزارية، لمتابعة تداعيات القرار.;
لا يوجد تعليقات على الخبر.