أمبدأ أصيل أم رضوخ لسوليفان؟
السبت، 25 نوفمبر 2017 12:41 ص
45

أمبدأ أصيل أم رضوخ لسوليفان؟
الحرية هي أعظم قيمة تحرص عليها كل الأديان كمبدأ يتسق مع كرامة الإنسان، ومع غاية الدين في الارتقاء بالإنسان، الشيء الذي لا يتحقق إلا بعدم الحيلولة بين الإنسان والحرية. وعزز الواقع هذا الفهم، فما من دين إلا وقد تعرض معتنقوه الأوائل لضروب من الاضطهاد والتعذيب، بل والقتل، فأعْلَت تلك الأمثلة المنتهكة للحقوق الإنسانية من قيمة وأهمية الحرية كحق وضرورة، ذلك أن أقصى ما كان يطالب به أولئك المضطهدون هو حقهم في حرية الاعتقاد. وعليه لا يتسق مع هذا المبدأ أن يتحول الدين بعد أن يتمكن إلى أداة إجبار، فالمبدأ لا يتجزأ، ومثلما كان من حق المؤمنين الأوائل عدم إجبارهم على الخروج من ملتهم، فلن يكون حق المؤمنين اللاحقين إجبار الناس على الدخول في الدين، عندما يتمكن أتباعه ويعلو مقامهم.
لقد كان أحق حقوق سيدنا بلال والصخرة على صدره، وهو ملقى على الرمال الحارقة، هو حقه في حرية الاعتقاد.. لذا لن يضع الإسلام المتسق صخرته على صدور الخارجين منه أو غير المؤمنين به.. إن أعظم ما يمكن أن يقدمه الإسلام في فهمه للحرية هو أن حق بلال في حرية الاعتقاد متاح لنظراء بلال ولغيرهم. وعليه فليس ثمة مبرر لجدال يطول حول مدى الاتساق بين الحرية والتدين، لو أحسن فهم الدين، ومن ثم غاية التدين، وما كان لأي مسؤول سوداني حاجة في تلقي ملاحظات يبديها نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان حول الحريات الدينية في السودان.
على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تبدي ارتياحاً حول مستوى الحريات عموماً في السودان، إلا أن الحريات الدينية تجد اهتماماً خاصاً، ذلك لأن اختلالها يهيئ الأجواء لمشاعر التعصب، ويقلل مساحة التسامح، الشيء الذي يمهد لظهور التطرف، وما يتبعه من سلوك يتجسد في الإرهاب الذي صار ظاهرة جد مقلقة.
لقد أحسن نائب وزير الخارجية الأميركي في كلمته الموجهة لاجتماع ضم رجال دين من المسلمين والمسيحيين، عندما أشار إلى أن آفة التعصب الديني أصابت المجتمع الأميركي نفسه في عقود سابقة، حين لم يكن الكاثوليك والبروتستانت متسامحين كما هم اليوم. وهي إشارة لم يحسن التقاطها من المتلقين. ولو فعلوا، لاعتبروا إزالة القوانين المقيدة للحريات الدينية -كما تطالب أميركا- عملاً يصب في مصلحة المجتمع السوداني المتسامح أصلاً قبل أن يعرف تكريس التعصب بتشريعات متعسفة.
الحريات الدينية، مبدأ أصيل في الإسلام الذي لا يكره الناس أن يكونوا مؤمنين. قاعدة تمكن الآخرين تلقائياً من ممارسة طقوسهم وبناء معابدهم، بلا حاجة لضجيج أو ضغوط سياسية.;
لقد كان أحق حقوق سيدنا بلال والصخرة على صدره، وهو ملقى على الرمال الحارقة، هو حقه في حرية الاعتقاد.. لذا لن يضع الإسلام المتسق صخرته على صدور الخارجين منه أو غير المؤمنين به.. إن أعظم ما يمكن أن يقدمه الإسلام في فهمه للحرية هو أن حق بلال في حرية الاعتقاد متاح لنظراء بلال ولغيرهم. وعليه فليس ثمة مبرر لجدال يطول حول مدى الاتساق بين الحرية والتدين، لو أحسن فهم الدين، ومن ثم غاية التدين، وما كان لأي مسؤول سوداني حاجة في تلقي ملاحظات يبديها نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان حول الحريات الدينية في السودان.
على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تبدي ارتياحاً حول مستوى الحريات عموماً في السودان، إلا أن الحريات الدينية تجد اهتماماً خاصاً، ذلك لأن اختلالها يهيئ الأجواء لمشاعر التعصب، ويقلل مساحة التسامح، الشيء الذي يمهد لظهور التطرف، وما يتبعه من سلوك يتجسد في الإرهاب الذي صار ظاهرة جد مقلقة.
لقد أحسن نائب وزير الخارجية الأميركي في كلمته الموجهة لاجتماع ضم رجال دين من المسلمين والمسيحيين، عندما أشار إلى أن آفة التعصب الديني أصابت المجتمع الأميركي نفسه في عقود سابقة، حين لم يكن الكاثوليك والبروتستانت متسامحين كما هم اليوم. وهي إشارة لم يحسن التقاطها من المتلقين. ولو فعلوا، لاعتبروا إزالة القوانين المقيدة للحريات الدينية -كما تطالب أميركا- عملاً يصب في مصلحة المجتمع السوداني المتسامح أصلاً قبل أن يعرف تكريس التعصب بتشريعات متعسفة.
الحريات الدينية، مبدأ أصيل في الإسلام الذي لا يكره الناس أن يكونوا مؤمنين. قاعدة تمكن الآخرين تلقائياً من ممارسة طقوسهم وبناء معابدهم، بلا حاجة لضجيج أو ضغوط سياسية.;
لا يوجد تعليقات على الخبر.